نصر الله: ثروات طبيعية و حركة تنموية مشلولة

المحرر – نصر اللّه- عادل النقاطي
معتمدية نصر الله التابعة لولاية القيروان تجاوز عدد سكانها 37000نسمة حسب إحصاء 2004 منهم 58.4 بالمائة نشطون أي سنهم بين 15 و59سنة، وتنتشر الأمية بنسبة 36.9 بالمائة ولا يستكمل شهائد التعليم العالي من المتعلمين إلا 3.4 بالمائة بسبب القصور المادي أساسا رغم ارتفاع درجة الذكاء حسب إحصائيات كلية الآداب بالقيروان حيث تدرس الأغلبية كما يتوجه أكثر من النصف إلى شعبة الآداب للأسباب نفسها ،كما لا يمتلك حاسوبا إلا 0.4 بالمائة من السكان وهذا الرقم عميق الدلالة ولا يملك سيارة سوى 10بالمائة أما الثلاجات فيفتقدها أكثر من 36 بالمائة من السكان .
وفي مجال التشغيل تحتل نصر الله المرتبة الأولى في عدد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل وفي إحصائيات 2009 شغلت الآليات المختلفة للنهوض بالتشغيل 28 شخصا.
وفي مجال الصحة تبلغ الميزانية المخصصة للأدوية 206000 دينار مع مستشفى محلي و13 مركزا للصحة الأساسية تقوم أغلبها بعيادة واحدة أسبوعيا.
أما الشباب فله دار واحدة مع دار ثقافة يتيمة ومسبح بلدي مغلق غالبا وملعب رياضة واحد يفتقر للتجهيزات . وفي النهوض الاجتماعي يتمتع 3 مسنين بمنح قارة وتخصص لهذا المجال 430000دينار .
وفيما يخص الطرقات يبدو أغلبها في حالة رديئة خاصة الذي يربط المعتمدية بالولاية وتم تعبيد 149 كلم من المسالك الفلاحية في حين لا تزال 303.5 كلم غير معبّدة.
وهذا مدخل للحديث عن المجال الفلاحي ففي هذه المعتمدية 7 شركات تنمية تهيمن على 10161 هكتارا من الأراضي الخصبة وخاصة المغروسة زيتونا يتم تخضيرها بالمليارات وقد ثبت مخالفة أغلبها لكراس الشروط فلم تبلغ نسبة تحقيق الشروط أكثر من 20بالمائة في الغالب مع تدني عدد العمال المرسمين . وتم توزيع مقاسم على العمال مساحتها 1560هك مع 118 هك للشبان . وجدير بالتذكير أن سد سيدي سعد يتبع هذه المعتمدية . ومن جهة أخرى تجدر الإشارة إلى الأموال الصادرة بمقتضى مجلة الاستثمار فقد أنفقت 135305 دينار للاستثمارات من صنف أ نتج عنها 5 مواطن شغل؟كما أنفقت 373000دينارجلبت 13 موطن شغل؟ و هو أمر مريب جدا.
ومن الموارد الطبيعية أيضا ما يتضمنه جبل قمقومة من أنواع الحجارة والطين ومنها : الحجارة الجيرية والكلسية والطين السمكتيكي والأبيض caolino éliétique والطين المشترك وهذه جميعا تمكن من صنع الرخام والاسمنت والحصى وأصناف من الزيوت تساعد على تنقية مواد التجميل والفولاذ والحوامض وصناعة الدهن والآجر.
وفي قطاع السياحة أسندت 6 بطاقات مهنية ولم يتمتع بمساعدة على الانتصاب إلا واحد فقط بمبلغ 1500 دينار في حين بقيت العين الرومانية مجهولة رغم أهميتها التاريخية مع بعض المواقع كالذي بالمنارة.
وفي المجال المالي نجد فرعا بنكيا واحدا للبنك القومي الفلاحي وهذا ما يدل على قلة السيولة المالية بالجهة رغم مقدراتها بخلاف عدة معتمديات أخرى كبوحجلة(3) والحاجب (2)والقيروان الجنوبية (14) أما مشاريع الاستثمار الخاصة بصندوق 26- 26 فقد تم تخصيص 178.5 ألف دينار لنصر الله مقابل 1831.8 دينار للقيروان الشمالية ؟
نتبين مما سبق ما يلي :
تدني مستوى العيش وانهيار المقدرة الشرائية لدى السكان وانتشار الأمية والفقر .انسداد الأفاق أمام شرائح واسعة من أبناء السكان مما يفتح الباب واسعا أمام إمكانية الانحراف وانتشار الجريمة.
عدم انتفاع الجهة بما تعج به من خيرات وموارد لسوء استغلالها .اهتراء البُنى التحتية بما ينفي إمكانية الاستثمار ويسد الباب أمام حلول عميقة .إخلال المسؤولين المحليين بواجبهم إزاء أهلهم بعدم الدفاع عن حقوقهم وتيسير السبل لنهب ثروات الجهة دون إفادتها.إهمال السلط المركزية والجهوية للجهة منذ 1956حتى بعد الثورة وهو ما ينذر بنتائج خطيرة .عجز الجمعيات والمنظمات المحلية عن القيام بواجبها بفعل هيمنة رموز الفساد عليها .
ما هو المطلوب ؟
استثمار القسم الأهم من عائدات شركات التنمية الفلاحية بالجهة في بعث مشاريع ذات طاقة تشغيلية عالية كمعمل للمنتوجات الألبانية وآخر للطماطم وللعلف وهو ما يشجع على نشاط فلاحي موجه نحو المصلحة العامة .
رفع القدرة التشغيلية لهذه الشركات باستعادة الدولة لها وجعلها تحت إشراف مجلس إدارة من العمال والفنيين من ذوي الاختصاص والمهارة والدراية.استغلال الموارد الطبيعية بتيسير إمكانية بعث مصنع للاسمنت واخر للآجر لما لهما من طاقة تشغيلية عالية على أن يتعهد المستثمر بمشاريع أخرى في الجهة .استغلال بقية الموارد الجبلية بشكل ملائم يخدم الوطن والجهة .تشجيع الفلاحين على الإنتاج بمنح ومساعدات وحوافز تراعي حاجياتهم دون ميز أو محسوبية.مساعدة صغار التجار على دعم أنشطتهم وتنويعها .
وهذا يتطلب :
توفير أرضية ملائمة للاستثمار بتهيئة منطقة صناعية ومناخ استثماري مشجع . انتخاب مجلس محلي للتنمية يكون للمواطنين حق مراقبته ومحاسبته وتكون له ميزانية يوجهها وفق حاجيات المنطقة وأولوياتها لا حسب أملاءات فوقية فالحلول الحقيقية تكون نابعة من واقع المنطقة لا من المكاتب الفخمة أو الجهات النافذة .