لجان حماية الأحياء و المؤسسات

استجابة لحالة الطوارئ التي أعلنها الجيش الوطني شهدت ولاية القيروان خلال الليلة قبل الماضية شهدت الجهة هدوءا غير مسبوق ويقظة من قبل المتساكنين رافقها دوي رصاص دوريات للجيش اثر الاشتباه في وجود عمليات نهب وسرقة واستجابة لنداءات استغاثة من قبل مواطنين تعرضت منازلهم لمحاولات السرقة تصدى لها الجيش وتمكن من إيقاف عدد من المشتبه فيهم.
من جهة ثانية وتحسبا للعمليات التخريبية التي تستهدف امن المواطنين وفرحتهم بما أنجزه الشعب من حرية وكرامة، شكل عدد من المواطنين في أحياء عديدة لجان يقظة لحماية المساكن والتصدي لأي شكل من أشكال الفوضى والعنف التي تسعى بعض الأطراف الى تنفيذها لزعزعة اطمئنان السكان وتولوا حراسة جميع المصالح والمرافق وسط المدينة وبعدد من المعتمديات على غرار معتمدية حفوز.
ورغم التزام جميع المواطنين بقرار إعلان حالة الطوارئ فان بعض العصابات المشبوه في انتمائها تعمدت خرق الحظر وتقويض الأمن بالسطو على عدد من المحلات والمغازات الخاصة ونهبها وهو ما استوجب تدخل قوات الجيش والقيام بدوريات روتينية في مختلف احياء ومناطق الولاية. وذكر شهود عيان انه سمع إطلاق للنار (في الهواء) كما تم إيقاف عدد من المشتبه فيهم من اجل التحقيق معهم.
هدوء وتخلي
أما منذ صباح امس السبت فعرفت ولاية القيروان هدوءا نسبيا رافقه تجمهر لعدد كبير من المواطنين أمام الاتحاد الجهوي للشغل وأمام الاتحادات المحلية وتردد الشبان والكهول على المقاهي وفتحت معظم المحلات التجارية ابوابها وعملت المخابز على توفير الخبز لطوابير المستهلكين. اما الإدارات فقد فتح بعضها أبوابها امام المواطنين لتوفير الخدمات من قباضة وبريد غير انه سرعان ما صدر من الجيش أوامر بإخلائها. بينما شهدت مقرات المعتمديات والولاية والبلديات ما يشبه تجميد الأعمال وهو ما عطل مصالح المواطنين.
كما تعطلت المشاريع العمومية وجميع الأشغال العمومية وأعمال النظافة ومختلف أعمال الصيانة سواء للتطهير او التجهيز او الستاغ او الصوناد. رغم ان الجهة لم تشهد كامل يوم أمس اي أحداث عنف او شغب بفضل حرص قوات الجيش على فرص النظام.

من جهة ثانية سجلت الولاية فراغا امنيا كلي لكنه لم يؤثر بشكل كبير في التعايش السلمي بين المواطنين في مختلف الأحياء والذين سجل خروجهم الى الشارع في ما يشبه حالة الترقب والانتظار لما ستؤول اليه القرارات السياسية وسط حرص على اقتناء المواد الغذائية الأساسية وخصوصا الخبز وايضا وسط ترويج جهات مشبوهة لاكذوبة مفادها ان مياه الحنفيات مسمومة وهو ما نفاه مسؤولون بشكل قطعي.
انتظار الموقوفين
أما بخصوص الموقوفين على اثر المظاهرات التي نفذها عدد كبير من المواطنين ومعظمهم من أصحاب الشهائد العليا العاطلين والنقابيين والحقوقيين من مختلف الأطياف السياسية والنسيج الاجتماعي، فقد أكد رئيس فرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان بالقيروان مسعود الرمضاني انه تم إطلاق سراح بعض الموقوفين لكنه أكد في المقابل ان عددا كبيرا من الشبان الذين اعتقلتهم قوات الأمن أثناء المظاهرات السلمية لم يتم إطلاق سراحهم الى غاية أمس مشددا على انهم كانوا يتحركون سلميا وأنهم رفعوا شعارات مطالبة بالشغل.
وبين ان أهالي الموقوفين لا يعرفون الى حدّ الساعة مكان إيقافهم وعن حالات النهب والعنف أكد السيد الرمضاني وجود مجموعات مشبوهة ومنظمة من الميليشيا تتعمد ترهيب الأهالي واعتماد سياسة الأرض المحروقة كما قال رئيس فرع الرابطة انه تخلص من المراقبة الأمنية التي كانت تقيد حركته.
حماية وتفاؤل
وقد حرصت قوات الجيش على حماية عدد من المؤسسات العمومية وغلق بعض الممرات بالأسلاك الشائكة بينها المقرات الحزبية ومقر ولاية القيروان وكذلك الحرص على تفريق كل التجمهرات.
ويأمل عدد كبير من المواطنين عودة الحياة الى طبيعتها كما ينتظر الطلبة والتلاميذ ان يعودوا الى مقاعد الدراسة بعد ان نجحت القوى الشعبية في تحقيق أولى مقومات الحرية والكرامة وذلك حتى تتجه جميع المقدرات نحو البناء والتنمية الشاملة وتدارك سلبيات ونقائص الإدارات والسياسة السابقة.

الحقيقة تم الإستجابة بقوة لهذه الخلايا وفي نهج النحاسين تكونت لجنة بصفة تلقائية وتم اعلام الجيش بوجودها وهي تقف الآن بصفة حازمة للتصدي لمن تخوّل له نفسه الاعتداء

أدى اختراق عدد من الشبان لحظر التجول المعلن من قبل قوات الجيش الوطني الى إصابة شابين بالرصاص على مستوى الساقين استوجب نقلهما الى المستشفى لتلقي الإسعافات. وذلك أثناء تجمع عدد من الشبان بالقرب من السجن المدني بالقيروان رغم الدخول في الزمن الفعلي لحظر التجول

ايقاف مجموعة من الشرطة العدلية يبدو أنّها لم تنسق مع الجيش تستعمل سيارة نيسان للفلاحة

بالنسبة لمن تم القبض عليهم وصورت فرحة الناس بذلك وقع اطلاق سراحهم فذنبهم كان عدم التنسيق مع الجيش وهم يقومون بواجبهم الآن

انجلى الليل امس الاثنين في ولاية القيروان، يجر اذيال الظلم والظلام والخوف وطلع الفجر يكسر القيود ويهدي الشعب كرامته ويلملم دوي الرصاص الذي لعلع على أدبار العصابات الإجرامية. عادت الحياة الى ولاية القيروان وعلا في الشوارع لحن الوجود واشتدت حركة الشوارع في سيرها الطبيعي الى درجة الاختناق المروري الذي لم توجد له اي حل ودبت الحركية الاقتصادية والتجارية والخدمات ومختلف الأنشطة الإدارية تحرس أعين متيقظة وأياد كانت تقبض على الجمر فأضحت تمسك زمام أمرها وتقرير مصيرها.
بعد ليلة حاسمة دوّى فيها الرصاص وتجندت فيها اللجان الشعبية لحماية الأحياء والممتلكات العمومية والخاصة من العصابات المشبوهة، أشرقت الشمس متأخرة صباح أمس الاثنين بالقيروان لكن الشارع شهد نشاطا غير مسبوق منذ سقوط الطاغية يوم 14 جانفي المشهود للحرية والكرامة.
قهوة ساخنة وخبز "ناضج"
أمس الاثنين بدت على وجوه المواطنين البشاشة والارتياح وتبادلوا تحية الصباح وشربوا قهوتهم بلا خوف على أرصفة المقاهي. الجميع خرج للشارع بعضهم توجه الى المخابز العامرة بالخبز القيرواني الناضج وآخرون توجهوا الى أسواق الخضر وشبان ملؤوا المقاهي وكهول شكلوا طوابير امام مؤسسات البريد...كل ذلك يوحي ان الحياة لم تتوقف بعد سقوط صنم الاستبداد وفشلت مخططات ترويع وتجويع الشعب التونسي بعد سرقته واستلابه.
المسؤولون الرسميون من معتمدين ورؤساء مصالح والسلط الجهوية عاد معظمهم الى كراسيهم في انتظار الفصل في امر تغييرهم بمن "يفهم" المواطن بالشكل المطلوب. بينما تواصل تجند قوات الجيش في أماكن متفرقة من المدينة وتجندت المراكز الأمنية للحراسة وسيرت دوريات للشرطة تجوب الشوارع العامرة بعد ان فتحت المحلات أبوابها للحرفاء وتواصل تزويد الأسواق بالسلع وعادت المستشفيات لقبول المرضى والمصابين. كما استأنفت أشغال عديد الحظائر وتوجه العمال الى معاملهم.
في القيروان أبت النسوة الا أن تنفض الغبار لتكنس العهد الغابر وشرعن في تبييض ما سودته السياسة السوداء وكلهن أمل في عودة الحياة يرقبن أطفالهن اللاعبين بالشارع بعين الأمل ويرمقن أبناءهن الشبان بنظرات الفخر والاعتزاز.
في القيروان تمكنت قوات الجيش من إيقاف عديد السيارات والأشخاص المشبوه فيهم وبحوزتهم أسلحة ومسروقات ودارت معارك انتصر فيها "الرجال" المجندين الذين أعادوا إلى الشارع الاطمئنان والأمان وقضوا على عمليات السرقة.
ثورة ضد "التجمع"
من جهة ثانية شهد مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان تجمهرا احتجاجيا لعدد من المواطنين الأحرار منديين بتواصل السلطة والحكم بيد حزب التجمع "اللاديمقراطي" من خلال الاحتفاظ بممثلي الحزب في مناصب وزارية (ثلث الحكومة) وأيضا رافضين الاعتراف بحضور هذا الحزب في اية حكومة سواء انتقالية او رسمية مطالبين بتنقيح الدستور وتبني نظام الحكم البرلماني. كما تظاهر عدد كبير من ممثلي اتحاد الطلبة مطالبين بإطلاق سراح الطلبة وأصحاب الشهائد العليا الذي تم إيقافهم على خلفية التظاهر السلمي قبيل تنحي النظام والذين طالبوا بحقهم في الشغل والكرامة.
اهالي القيروان عبروا بطرق مختلفة عن أسفهم للشعب التونسي نيابة عن القيروان الخالدة التي خرج منها سفاح يسمى "علي السرياطي" الذي تم إيقافه من قبل الجيش على خلفية تآمرها على الشعب والدولة وتحريضه على العنف وتقويض فرحة الشعب التونسي بالاستقلال بتجنيده لعصابات مسلحة تجوب كامل الجمهورية وتزرع الخوف والموت وتحصد الشهداء.
في سنة الشباب:النصر او الشهادة
هكذا بدا مولود "الحرية" ينمو سليما تغذيه بسالة الجيش التونسي وتآزر المواطنين وتضامنهم وتعاونهم. الشباب الذي صنع الثورة واصل حفاظه على ما أنجزه في السنة الدولية للشباب التي أبى خلالها الا ان يحتفل فيها على طريقته بعيدا عن ابواق الدعاية وحفلات التمييع و"الاستحمار" الثقافي وطمس القيم الإسلامية التي تميزه واستغفاله عن قضاياه الأساسية فاختار إحدى الحسنيين اما النصر او الشهادة.
ولا تزال المعركة متواصلة حتى يفرح الشعب بثورته ويمسكها بيديه

نعم هناك انفلاتات فما نعيشه يشبه ولادة قيصرية بدماءها وآلامها، أعتقد أن بجوع أعوان الأمن والحرس إلى عملهم والقضاء على عصابات بن علي المسلحة التي بثت الرعب مثلا أمس في بنزرت حيث سقط شهداء من الجيش الذي حموا معمل تكرير النفط الذي كان مستهدفا، دعوة للداخلية أن توجه فرق الإرشاد السياسي بأنواعها الكثيرة والمختلفة إلى حفظ أمن الناس فليكن أمنا للشعب لا ضدّ الشعب