في التنشيط الثقافي الجامعي وتوابعه

في إطار الاحتفال بالسنة الدولية للشباب وافتتاح برنامج التنشيط الثقافي الجامعي بالقيروان، احتضن فضاء مسرح الهواء الطلق بالمركز الثقافي الجامعي برقادة، مؤخرا سهرة فنية أشرف علي فعالياتها المدير العام لديوان الخدمات الجامعية للوسط بحضور المدير الجهوي لديوان الخدمات الجامعية بالقيروان وثلة من الإطارات الجامعية، إضافة إلى عدد كبير من الطلبة.

وتم بالمناسبة تدشين فضاء مسرح الهواء الطلق الذي تم تبليطه تهيئته وتجميله بديكور أنيق من اللوحات من الفسيفساء وأبواب خشبية من التراث التونسي والروماني والقرطاجي وأعمدة رومانية. كما تضمن اليوم الاحتفالي وصلات موسيقية لاحدى الفرق المحترفة ولوحات راقصة.

وبذلك يكون الطلبة قد غنموا مكسبا ثقافيا جديدا، سيتيح لهم الفرص ويمكنهم من إبراز مواهبهم. ويضاف هذا الحلم الى مركز التنشيط الجامعي بالمنصورة الذي أنفقت فيه ملايين الدينارات على أمل ان يحتضن مواهب الطلبة من خلال نشاط النوادي...ولا يزال ذلك في الانتظار.

حفل الطلبة... بلا طلبة

الحفل حضره عدد كبير من الطلبة الجدد والقدامى. رغم عدم تمكن العشرات من الحضور لأسباب تنظيمية. ويبدو ان من حضر استمتع بالحفل...لكن التساؤل الذي راود من تابع الحفل وتابع نفقات الديوان على التنشيط الثقافي وتوفير الفضاءات من أجل تأطير الطلبة هو أين إبداعات الطلبة واين انتاجات النوادي على مر هذه السنوات والأشهر ولماذا غابت مساهماتهم عن هذا الحفل المشهود...وهل عقمت قرائح الطلبة ان تجود بمبدع واحد وانتاج واحد؟

أسئلة فرضها ما يتوفر من نفقات وفضاءات. واذا علمنا أن المركز الثقافي الجامعي برقادة، الذي يشرف عليه الأستاذ حمادي السافى باقتدار وحرص كبيرين، يضم عديد النوادي الثقافية والعلمية يشرف عليها أساتذة مختصون فى الموسيقى والسينما والمسرح. وعهدناه يقدم على مدار السنة الدراسية الجامعية أطباق ثقافية تجمع بين الإفادة والترفيه لا تتوقف عند عتبة الاحتفال بالطالب الجديد بموسيقى الأقراص الصلبة والرقص المختلط والهستيري من اجل إدماج الطالب في الوسط الجامعي.

هذه الطاقات متى ترى النور

متابعة مشهد طلبة الحي الجامعي برقادة وهم منتشرون في الفيافي والغابات وسط ظلام حالك محيق يتربص بهم الخطر تحرسهم دوريات أمنية...من جهة ومتابعة أنشطة مراكز التنشيط الثقافي الجامعي والفضاءات المتوفرة فيها يؤكد ان الأمور ليست على ما يرام وان العلاقة بين الطالب والفضاء الثقافي غير جيدة ما يضطره الى الذوبان في ظلام تلك الفيافي والغابات المحيطة بحثا عن سبيل للترفيه والتخلص من التوتر وقصد الاندماج...وحدث ولا حرج عن أحداثها.

وبات من الواجب على المسؤولين عن النشاط الثقافي الإسراع بتفعيل النوادي واستقطاب الطلبة وبرمجة أنشطة بشكل يومي وفتح الفضاءات والنوادي أمام طلبة الحي الجامعي وعدم الاقتصار على حسناوات من الطلبة تزين الأروقة والمكاتب وتقدم المشروبات والمرطبات.

واذا علمنا ان القيروان تضم نحو 7 مؤسسات جامعية تحتضن جميعها أكثر من 16 الف طالب نسبة كبيرة منهم من المقيمين بالمبيتات والمساكن الخاصة. ربما يحتاج الأمر الى أكثر من التقاط الصور وتزيين الفضاءات باللوحات...يحتاج الى أنشطة فعلية للنوادي واستخراج إبداعات ومواهب الطلبة في النور بعيدا عن الأماكن المظلمة.