منع الانتصاب : متى يُنفّذ بالقيروان؟

نزل خبر منع الانتصاب الفوضوي بعدد من المدن التونسية بردا وسلاما على قلوب مستعملي الطريق والتجار، وتابع سكان القيروان تنفيذ هذا القرار بالعاصمة أولا، فبنزرت وأخيرا سوسة آملين أن يقع تطبيقه في مدينتهم المختنقة
ويعاني سكان القيروان من ظاهرة الانتصاب الفوضوي وسط الطريق وفي أكثر الشوارع حيوية وفي أكثر من نقطة بالمدينة وبمختلف مدن المعتمديات، وهم يطالبون وزارة الداخلية توسيع قرارها بمنع الانتصاب الفوضوي بعاصمة الاغالبة حتى تكون رابعة الثلاث وهي رابعة اكبر بلديات الجمهورية فتكون التالية في تنفيذ القرار
ويلاحظ المواطن بكل أسف كيف استغلّ بعض المنحرفين استقالة أعوان التراتيب الذين لم يمارسوا عملهم منذ الثورة مصرين على أن يكونوا مرفوقين بأعوان الأمن فأغلقوا عديد الطرقات وحكموا على عديد التجارات بالكساد وأكبر مثال على ذلك شارع المعز بن باديس ونهج النحاسين الذي يفتح عليهم السوق المركزية بالمدينة والتي هجرها تجارها نتيجة تطويقهم بالمنتصبين الفوضويين الذين يبيعون المواد الغذائية على قارعة الطريق مستغلين إقبال فئة من المواطنين الذين ينقصم الوعي لأنهم بذلك يشجعونهم على تمردهم وخروجهم عن النظام. والذي زاد في تفاقم المشكل مخلفاتهم التي يتركونها وراءهم من فضلات الخضر والغلال التي يتركونها على حالها العفن في انتظار أعوان النظافة الذين كلّوا من هذه الزيادة في العمل والإرهاق اليومي الذي لا يتوقف
وانقل مرض الانتصاب إلى أهم شوارع المدينة كمفترق طريق حفوز وشارع أبي زمعة البلوي حيث ينتصب باعة الغلال كل مساء في ذلك المفترق مكتسحين الطريق ومغلقين هذا الشريان المروري الهام أو شارع بيت الحكمة وراء البنك المركزي حيث احتل باعة الخضر نصف المعبّد والمنصورة وطريق البورجي وغيرها من الشريانات المرورية
هذا الانتصاب والازدحام خلق نوعا من الانفلات الأمني بظهور ظاهرة النشل والسطو المركز أساسا على النساء وكبار السنّ وهو ما يتطلب تدخلا أمنيا ناجعا كما وقع في العاصمة لترجع الحياة إلى طبيعتها ويدخل التجار أسواقهم

لعله برحيل الوالي القريب يمكن حل هذا الإشكال