المشاريع المعطّلة بولاية القيروان

مشاكل المواطن لا تحلّ في ظلّ بقاء المسؤولين في مكاتبهم
تشكو عديد المشاريع بالقيروان من صعوبات عديدة في الإنجاز لعديد الأسباب، أهمها اعتراض بعض المواطنين الذين يدّعون ضرب هذه المشاريع لمصالحهم الخاصة كمن يوقف مشروعا لإيصال الماء طالبا دور بيته أولا مما حرم مثلا المنطقة الصناعية بالباطن من وصول الماء، كذلك هناك عديد المناطق تطالب بإدخال الماء عن طريق شركة استغلال وتوزيع المياه ولا عن طريق الهندسة الريفية للفرق الكبير بين التكلفتين
ولا يخلو أي قطاع من القطاعات الحيوية من هذه التعطيلات في المشاريع المعتمدة التي مست الجميع والتي تبلغ كلفتها 143 مليون دينار
القطاع الفلاحي
توقف مشروع بمنطقة قصر اللمسة بالوسلاتية منذ 10 ماي الفارط لاعتراض أحد المنتفعين على تجهيز محطة الضخ وبناء الخزان طالبا تزويد منطقة عوين بطريقة الانحدار التي هي فنيا غير ممكنة
وفي « سيسب » بالسبيخة تتوقف أشغال حيوية تتمثل في تهيئة بئرين عميقتين وحفر أخرتين تعويضيتين لاعتراض بعضهم بتعلة أن هذه الآبار ستؤثر على الآبار الخاصة التي تم إحداثها بصفة عشوائية وبدون ترخيص. واحتجاج البعض بسبب عدم انتفاعهم بمياه الري من سد نبهانة
وفي بوخبزة من معتمدية الوسلاتية وخيط الواد من حفوز تتوقف أشغال تهيئة المناطق السقوية رغم نسبة التقدم الحاصلة المقدرة في الأولى ب90 بالمائة والثانية ب60 بالمائة لمطالبة بعضهم بتوسعة المنطقة، واحتجاج آخرين على قائمة المنتفعين
وتتوقف بالحاجب أشغال عشر منشآت للحماية وتغذية المائدة لعدم إيفاء المقاولة بالتزاماتها بعد ثلاثين بالمائة من الإنجاز، كما تعطل مشروع انجاز خمس بحيرات جبلية بين الوسلاتية وحفوز لعدم إيفاء مكتب الدراسات بالتزاماته
قطاع التجهيز
ففي الطرقات المهيكلة تتوقف أشغال تثنية وتعصير الطريق الجهوية رقم 99 بالقيروان الشمالية لمنع مواطن يشتغل ميكانيكيا ذلك منذ 22 أكتوبر 2010 للإضرار بعمله حسب قوله وقد بلغ الأمر إلى القضاء علما وأن المشروع يتكلف ب 11658 م د في نسبة أشغال بلغت 89 بالمائة
وفي تهذيب الطرقات يتوقف القسط الثامن من تهذيب الطريق الجهوية رقم 98 بين بوحجلة ونصر الله منذ سبتمبر الماضي لصعوبات في فتح كامل حوزة الطريق
وفي تهيئة المسالك الريفية يتوقف منذ شهرين مشروع تهيئة وتعبيد مسلك رقم 124 بوقبرين – المناسة بطول 16 كلم (حاجب العيون) لصعوبات في فتح الحوزة وإزالة كروم الهندي
وفي البنايات المدنية تتوقف عديد البنايات بسبب بطء في الانجاز من طرف المقاول ونقص في مادة الإسمنت كبناء قصر المالية بالقيروان الشمالية وبناء مقر معتمدية السبيخة أو بسبب اعتراض بعض المواطنين لوجود البناية في أرضهم كإتمام أشغال تكملة مقر الإدارة الجهوية لأملاك الدولة بالقيروان الشمالية والتي ربح صاحب الأرض قضيته وما على الإدارة إلا التفاوض معه حول مصير البناية المكتملة تقريبا
وتتعرض عديد مشاريع البنايات من إشكاليات عقارية كمشروعي بناء منطقة حرفية بالسبيخة والشراردة ومشروع بناء مدرسة إعدادية بالباطن
قطاع الصحة
وتبلغ قيمة مشاريع الصحة المعطلة مبلغ 3,7 مليون دينار أهمها مواصلة القسط الثاني من تهيئة المستشفى الجهوي (أقسام القلب والتخدير والإنعاش) فلم تنطلق الأشغال بعد لأن الاعتمادات المرصودة غير كافية (ضرورة إضافة 1 م.د) وسنتعرض في مقال آخر اشكالية هذه الأقسام وسوء طريقة ربطها بأقساط في مقال لاحق
ويتعطل بناء مقرات للإدارة الجهوية للصحة و مقر المخبر الجهوي للصحة لعدم الحصول على التخصيص من أملاك الدولة رغم المراسلات المتعددة
قطاع التنوير
ويعتبر أهم سبب لتعطل أشغال التنوير اعتراض بعض أصحاب الأراضي ومن أهمها ربط المنطقة الصناعية بالسبيخة و تجديد الخط الكهربائي خيط الوادي وتمرير خط كهربائي جديد بالشبيكة وربط البئر العميقة أولاد جمال.
قطاع التعليم العالي
وفي قطاع التعليم العالي تتعطل أشغال تجديد شبكة الكهرباء بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في انتظار توفير اعتمادات إضافية بـحوالي 42 أ.د وأشغال توسعة المعهد العالي للفنون والحرف لبطء في الانجاز ونقص في مادة الإسمنت
قطاع الشباب والرياضة
وتتعطل في هذا القطاع أشغال توسعة وتعصير مركب حمدة العواني المتمثلة في إنارة الملعبين الفرعيين وتوسعة المدارج لتوقف الأشغال والنسق البطيء في الإنجاز دون أسباب واضحة، ويتعطل بناء مركب شبابي لتجزئة الاعتمادات على 3 سنوات وتتوقف أشغال تهيئة دور شباب بالعلا وبوحجلة والوسلاتية لأسباب مختلفة منها عدم توفر المساهمة الذاتية للبلدية أو انتظار تحويل الاعتمادات
قطاع الثقافة والطفولة
يبدو أهم سبب لتوقف أشغال بناء قاعة عروض بمنزل المهيري وبناء نادي اختصاص بها هو عدم كفاية الاعتمادات المرصودة، أما بالنسبة لإنجاز مكتبة رقمية بالقيروان الجنوبية فيتعلق بعدم تهيئة الفضاء وعدم الاطلاع على ماهية المشروع
ويتوقف إحداث نادي ومركب طفولة برياض سحنون المخصص له 450 ألف دينار لصعوبة في توفير مساحة الأرض
قطاع الشؤون الإجتماعية
في هذا القطاع يتعطل بناء إدارة جهوية للشؤون الاجتماعية لتبين أن قطعة الإرض تابعة للخواص وهذا المشروع يبحث الآن عن قطعة أرض أخرى. وقد تم مؤخرا تحويل قسط من الاعتمادات لبناء مركز للتربية المختصة.
قطاع البيئة
تم إلغاء طلب العروض الأول لإنجاز المنتزه الحضري برقادة ويجري الإعداد لطلب عروض ثاني، ويتمثل الإشكال الثاني في عدم وجود بلدية تتبنى المشروع لوجوده خارج المنطقة البلدية للقيروان ولكن تم الاتفاق لتحويله للمجلس الجهوي
مشاريع البلديات
تتعطل عديد المشاريع المتعلقة بالبلديات كبناء ناد للشباب وتهيئة سوق أسبوعية ببلدية عين جلولة لإشكاليات عقارية، وتتعطل في حفوز أربع مشاريع بلدية منها تجميل المدينة وتهيئة سوق أسبوعية لإشكاليات عقارية ومالية، ويتعطل في العلا منذ 2010 مشروع تهيئة دار شباب لأنه بقي في طور إعداد ملف طلب العروض، ويتعطل مشروعين بلديين بمنزل المهيري يتمثل في اقتناء عقارات وبناء قاعة عروض
هذه أغلب المشاريع المعطلة التي يظهر أنها تتطلب وقفة حازمة من قبل المسؤولين الجهويين والتي تتطلب في أغلبها حوارا وتحولا على عين المكان، فالمواطن الذي يعطل مرور الماء في أرضه لا ينتظر إلا بُشرى ووعد أنّه سيتحصل على الماء قريبا ولكن ببقاء المسؤول في مكتبه لن تحل الأمور