إمبراطورة الغجر في المنشية

لوتشيكا تودور إمبراطورة الغجر
في القيروان يومي العيد

بالتعاون مع جمعية الصحفيين بالقيروان قضّت إمبراطورة الغجر الرومانية لوتشيكا تودور يومي العيد بالقيروان، حيث نظمت مع الجمعية زيارات ميدانية للحيّ الشعبي المنشية وقدّمت مساعدات مالية لأربع عائلات معوزة تحوي خصوصا معاقين.
لوتشيكا تحولت من مغنية مجرية معروفة عالميا وامرأة أعمال إلى امرأة للخير والبرّ وذلك بعد نجاتها من حادث خطير خلف لها بعض الأضرار ولكنها بقيت على قيد الحياة فعاهدت الله على أن تهب نفسها للإنسانية وأن تموت فقيرة لتهب مالها للمحتاجين والفقراء في العالم. والإمبراطورة زعيمة التحالف من أجل وحدة المنظمة للغجر ، وهي أعلى سلطة معنوية من جماعته العرقية في أوروبا. حلمها توحيد الشعب الغجري أينما كان والذي لخصت مشاكله في الأرض فلا دولة في العالم تقبل به بمعنى ليس لهم مستقرّ.
اختارت بلادنا لتزوره للمرة الثانية على التوالي لما لمسته من دفئ وحسن قبول جعلها تنسجم مع هذا الشعب المتقارب فكريا مع مبادئها حسب قولها والذي يشترك مع الشخصية الغجرية المؤمنة بالتسامح ونبذ العنصرية مع التحلي بالشجاعة والكبرياء وهو ما برهنت عليه الثورة التونسية ، كما أكّدت أن المذهب الأرتودكسي قريب لجوهر الإسلام المتسامح والحاث على إعانة الآخر والبرّ بالضعيف.
مع الإمبراطورة وصديقتها الشاعرة سندس بكار والمترجم حمادي البقلوطي، دخلنا حيّ المنشية الموجود في قلب القيروان في طريق الوسلاتية وهو حي شاسع يقطنه ثلاثون ألف نسمة أغلبه من ضعفاء الحال من أصحاب المهن اليومية الذين يتصارعون من أجل حياة عادية وبسيطة ولا يكاد أغلبهم يصل إليها.
كنّا قد اخترنا للإمبراطورة أربع عائلات يجمع بينها الفقر والإعاقة كتب عنها صحفيو الجمعية وتحدثوا عنها في وسائلهم الإعلامية ونزّلوا فيديوات حولها في صفحة الجمعية على الفايسبوك ، أولها منزل أمي عيشة وهي امرأة في الثمانين تعيل معاقين في سن متقدمة أحدهما في حالة عميقة من كف البصر والتخلف العقلي وثانيها منزل أحد جرحى الثورة الذي أصيب بطلق ناري مزق له كتفه وأعاق له يده وهو الذي له أخوين معاقين لينضاف بفضل "قناص" إلى اللائحة، أما العائلة الثالثة فهي لعامل يومي أقعده المرض عن الوقوف وهو العائل الوحيد فانقطع الأبناء عن الدراسة باحثين عن أعمال هامشية تمكنهم من المساهمة في مصاريف البيت أما العائلة الأخيرة فأسرة لها ابن مصاب بمرض القمر فقدوا واحدا وبقي لهم الآخر وما يتطلب مرضه من رعاية وعناية.
لوتشيكا تودور واست هؤلاء وأعطتهم ما تيسر ولكن حقيقة لا بد للمجتمع المدني أن يقوم بدوره كاملا مع هذه العائلات المحرومة وأن تخطط الحكومات القادمة جيدا لمقاومة الفقر ولن يكون ذلك إلا بنظرة تنموية صائبة تجعل من ثمار التنمية حقا للجميع.
في طريق العودة قالت الإمبراطورة ردا عن استفساراتي حول طبيعة الغجر واتهامهم بالفوضوية وعدم اعترافهم بالحدود مما جعل الفرنسيين يطردون عشرة ألاف غجري، نحن مسالمون نحب الحياة والناس لا نرى حرجا في مخالطتهم ومبادلتهم حياتهم والتزوج منهم وكثير من الغجر اعتنق الإسلام لما وجد قيم فيه المساواة والكرامة وأضافت نريد حريّة كالتي ناضلتم من أجلها وحياة كريمة كما تاق إليها شبابكم لما خرج في ثورته العارمة ونريد أيضا الاعتراف بنا وختمت نريد أرضا واحتراما وشعورا بالاستقرار