انفجار شبكة قنوات التطهير

يلاحظ زوار مدينة القيروان والسياح تماما مثل سكانها ما بلغته "المدينة المنتزه"، إشارة الى جودة الحياة فيها، من غياب عديد المظاهر السلبية المزرية التي كانت تشوه منظر المدينة. فبرزت المساحات والساحات الجميلة وغابت بعض أكداس الفضلات بين الحين والآخر وبرزت بعض البنيات وجددت المؤسسات وتنوعت الخدمات والمرافق وغير ذلك من التحسينات التي أدخلت على المدينة فجملتها واخفت سلبياتها...
غير ان ذلك لم يخف عدة مظاهر مزرية لا تزال قائمة في المدينة المنتزه. ولعل أبرزها هو اهتراء شبكة الطرقات وسط المدينة وتتالي الانهيارات الأرضية على مستوى الطرقات الرئيسية رغم عمليات الترقيع والتلصيق والتلفيق التي تتم من حين لاخر لإخفاء العيوب. وما نتج عن تلك العمليات المستعجلة وغير المتقنة الى تراكمها.
ولا ادل على ذلك من انهيار الطريق الواقعة قبالى مستشفى ابن الزار والمحاذية لفسقية الاغالبة. وهي طريق رئيسية تشهد حركية مرورية معتبرة. ما حدث هو ان قنوات التطهير انفجرت تحت الأرض اي تحت الإسفلت وتآكلت التربة شيئا فشيئا ما ادى الى انهيار الإسفلت دفعة واحدة على مساحة اكثر من عشرة أمتار مربع. ومن حسن الحظ انه لم يصادف مرور عربة حينها(مثلما حدث سابقا) والا كانت حصلت كارثة نظرا لعمق الخنق الذي تركته المياه التي واصلت خريرها أسفل الطريق وحدث ولا حرج عن روائحها الكريهة. والغريب في الامر ان هذه الطريق تم تعبيدها قبل عام واحد وذلك زيارة رئيس الدولة في محاولة لتجميل المدينة لزوارها. والأغرب من ذلك انه تمت قبل ايام أشغال صيانة جزء من الشبكة على مستوى هذا الطريق وتم ردم الخندق ورحلت الآليات دون ان تحل المشكل لان التدخل جاء متأخرا وبعد أسابيع من تشبع الخندق بمياه الأمطار.
حلول جذرية...لا ترقيعية
قنوات التطهير التي تحتاج الى تجديد كثرت حوادثها مؤخرا وسط المدينة. ولا يعلم احد سبب انفجارها الا من أشرف على إنشائها ووصلها وصادق على سلامته. ورغم تحذيرنا الى خطورة ما يحدث في أكثر من مناسبة إلا ان شيئا لم يتحقق عدى بعض العمليات الترقيعية على مستوى نفس الطريق بعد ان كانت مسرحا لتضرر شاحنة خفيفة وقعت في خندق ومن حسن الحظ انها لم تكن حافلة نقل التلاميذ من الحافلات التي تمر من نفس الطريق يوميا.
ولعل الأمر العاجل هو التجديد الكامل لشبكة التطهير على هذا الخط الذي ثبت ان عمليات الترقيع فيه لا تجدي معها نفعا. والأمر الثاني هو تفقد خطوط الشبكة خصوصا بالمدينة العتيقة وإعادة تعبيد الطرقات المتضررة بشكل يحول دون توالد الحفر والخنادق. اما الأمر الأهم فهو مراقبة المشاريع مراقبة فنية ومتابعة مراحل الانجاز. ويمكن ان تنطلق إدارة التجهيز والتطهير والبلدية من مشروع تهذيب طريق النحايسية الذي اشرف على النهاية