معرض القيروان الدولي

يعد معرض القيروان الذي بعث في عاصمة الأغالبة سنة 2009، من المشاريع التجارية ذات القيمة المضافة، وحلم يتحقق للجهة في توفير فضاء منظم يحتضن المعارض الدولية للصناعات التقليدية والمنسوجات والمفروشات، بعد معاناة وفضائح غياب الفضاء مقابل تفشي الانتصاب الفوضوي.
ويقع الفضاء عند مدخل المدينة قرب معلم الزربية...ويبدو انه يلاقي نفس مصير الزربية كأن الفشل مصير كل مشروع ضخم في مدينة العمالقة...القيروان.
معرض القيروان الدولي، وهو الفضاء التجاري الوحيد المهيأ الذي آل على نفسه حفظ ماء وجه القيروان التجاري، يبدو انه في حالة غرق بعد ان سحب منه الأكسيجين وترك وحيدا في حالة غرق ما جعله يمر بوضع صعب جراء عرقلات وتعطيلات ووضع للحجر في الطريق.
هذا ما صرح به السيد زهير العمري مدير المعرض والسيد جلال الكعلي المسؤول التجاري بالمعرض مستظهرين بالفواتير والمراسلات التي تم توجيه بعضها وينتظر الاخر ان تصل الى عدة مسؤولين سامين علاوة على مراسلة استغاثة الى سيادة رئيس الجمهورية التماسا لانتشال هذا الاستثمار الخاص من الإفلاس والوأد.
معرض مهيأ...لكنه فارغ
زيارة عرضية الى المعرض على ضوء اللافتة الاشهارية لمعرض القيروان الدولي واعلانه عن انطلاق الايام التجارية الرمضانية التي توفر الادوات المدرسية والمواد المكتبية والملابس والتجهيزات الاعلامية والصناعات التقليدية والتجهيزات المنزلية وايضا جهاز العروسة...وكادوا يقولون حليب العصفورة.
غير ان ما يمكن ملاحظته بمجرد تقديم التحية لفخامة رئيس الجمهورية الذي ملات صورة ضخمة له مدخل المعرض الفخم، هو ....الفراغ. نعم المعرض فارغ الا من بعض عارضين وجدوا في الفضاء المهيأ والمنظم ضالتهم خصوصا مع التسهيلات التي وجدوها والتي تصل الى 50 بالمائة.
بعد جولة قصيرة بين المعروضات (القليلة) التي شكلت لوحة متعددة الالوان زادتها الاضواء تالقا كأنها في وضح النهار علاوة على التكييف وتنظيم الاروقة المقسمة بشكل دقيق. وبين مكان جميل قاحل وفضاء رحب فارغ وحلم كبير يحتضر وجدنا انفسنا فاستنجدنا بالسيد زهير العمري لاستفساره عن الامر...فوجدنا الرجل كأنما هو في حالة نزع...يائس...محبط يشكو قلة الدعم وكثرة الاشواك في الطريق.
وأكد السيد زهير بداية انه على عتبة الافلاس وانه شرع يفكر في اغلاق المعرض جراء التعطيلات وغياب المساندة من المسؤولين اولهم الاتحاد الجهوي للتجارة مثنيا على دعم السيد الوالي القيرواني جدا ياسين بربوش الذي يشجع على الاستثمار وتوفير الفضاءات المهيأة للعرض.
وبين السيد زهير ان المعرض كلفه الى جانب المعلوم الشهري للكراء(6 ملايين) مبالغ طائلة لإدخال التحسينات اللازمة والإضاءة وغيرها وقام بحملة دعائية ضخمة للايام التجارية الرمضانية كلفته مصاريف كثيرة من لافتات عملاقة وومضات اشهارية بالاذاعات والصحف وعلق آمالا كبيرة على المعرض لكنه... لم يجن سوى الريح.
ويرى ان السبب في تحطم احلامه على صخرة الواقع، هو بعض المسؤولين المتدخلين في قطاع التجارة لعدم تقديرهم لاهمية المشروع ودعمه على غرار ما يحدث في الولايات المجاورة التي تسبقها القيروان باشواط كبيرة بفضل حرص مسؤوليها على التقدم بها تنمويا وبشريا.
ويرى مدير المعرض ان الحل(والربط) بيد السيدان خير الدين الذهبي عضو مجلس النواب والرئيس الجهوي لاتحاد الصناعة والتجارة ووالي القيروان ياسين بربوش لينتشلا حلمه وحلم القيروانيين في معرض منظم ومنتظم وفضاء مهيأة ومريح يتوافق مع التوجيهات الرئاسية في التشجيع على مثل هذه الفضاءات وعلى الاستثمار خاصة وان صاحب المشروع حرفي ومن الأسرة التجارية حسب قوله.
آمال كبيرة معلقة على المعرض الذي كان ينتظر ان ينطلق يوم 25 أوت لكنه لم ينطلق وكادت تدركه النهاية دون ان يحقق الغاية.(يختتم يوم 8 سبتمبر2010).
"كنا ننتظر ان يتم دعم المبادرة الخاصة والجريئة في القيروان وان يتم تبني المعرض من الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة على غرار دعم السيد الوالي... لكن الأمور الى حد الآن ليست بخير"، هكذا يختم السيد زهير حديثه المليء بالمرارة والحزن بسبب حالة الإحباط وتحطم احلام حياته على صخرة ينتظر ان تتم إزالتها من طريقه ونزع الأشواك المحيطة به وتوفير الاكسيجين له حتى لا يغرق مستنجدا بسيادة رئيس الجمهورية وعضده الوالي بربوش ونائبه الذهبي.
وتدخل المسؤول التجاري عن المعرض ليقول: نحن نوفر فضاء مهيأ فيه الحماية والامان حتى من تقلبات الطقس ونقدم الامتيازات للعارضين والزوار ولا نحتاج سوى الى التنسيق مع البلدية والاتحاد دعما للاستثمار ومساندة لحلم القيروانيين في معرض دولي وهم به جديرون.
ونحن نقول ان مسؤولينا محل ثقة وهم جديرون بالثقة ولا يمكنهم ان يظلوا مكتوفي الايدي وقد ائتمنهم بن على على رقاب ومصير واحلام القيروان...قيروان التاريخ والحضارة والإبداع.