اجتماع المكتب اللبلدي لشهر جوان 2010

الاختناق المروري والانتصاب الفوضوي في المجلس الأول للبلدية

مثلت انتظارات إيجاد حلول لظاهرة الانتصاب الفوضوي والقضاء على الناموس والوشواشة وتدارك النقائص المسجلة ونفض المسائل العالقة على عاتق المجلس البلدي الجديد بعض محاور اهتمام الجلسة التمهيدية الأولى لمجلس بلدية القيروان الذي ينتظر تشكيلة مستشاريه الجدد عملا كثيرا تماشيا مع توجهات رفع التحديات.
بلدية القيروان التي افتتحت اولى جلساتها وهي تصدر جائزتها التقديرية لأنظف مدينة لم يحضر جميع مستشاريها كما لم يحضر الا عدد قليل من سكان المدينة ولعل ذلك بسبب التوقيت الذي انعقدت فيه الجلسة (صباح الاثنين) ورأى البعض انه غير توقيت مناسب وغير عملي وبالتالي يحتاج الى دراسة بدوره.
وافتتح السيد مصطفى الحسين شيخ المدينة المنزه الجلسة الأولى بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن تمنياته بالنجاح والتوفيق للمجلس البلدي الجديد الذي ينتظره عمل كبير حسب قوله من أجل خدمة المصلحة العامة، مشيرا إلى أن الجائزة
التقديرية التي تحصلت عليها بلدية القيروان مؤخرا من طرف وزارة الداخليةوالتنمية المحلية ستكون خير حافز على بذ ل مزيد من الجهد لكسب التحديات و تحقيق طموحات متساكني مدينة القيروان وجعلها مكانا يستطاب فيه العيش.

اختناق مروري... و"فوضى"


تدخلات الحاضرين راوحت بين مختلف المشاغل العالقة بالعيش وسط المدينة وداخل الأحياء الداخلية. وتتطرق بعضهم الى مسألة جولان العربات المجرورة داعين الى تنظيم سيرها وضرورة هيكلتها دون المس من فاعليتها نظرا
لدورها الاقتصادي والاجتماعي والحضاري باعتبارها جزءا لا يتجزأ من تاريخ مدينة القيروان. الى جانب مقاومة الحيوانات السائبة سواء منها الكلاب الضالة او تربية الماشية وسط الأحياء وما ينجم عنها من تلويث للمحيط وتضر النباتات التي بالكاد تفي بحاجة الاخضرار والزينة في المدينة المنتزه.
مسألة الكثافة المرورية والوقوف الفوضوي احتلت حيزا كبيرا من اهتمام المجلس داعين إيجاد حلول للوقوف الفوضوي في عديد الأماكن الإستراتيجية بالمدينة لتجنب الاكتظاظ وحوادث المرور. كما دعا البعض الى
اعتماد التخطيط الاستراتيجي والدراسات العلمية في تنظيم حركة المرور وتفادي العمليات الارتجالية التي قد توفر حلولا وقتية لكن مضاعفاتها كثيرة. كما أثيرت الدعوة الى مراجعة الاتجاهات للمسالك.
أحد المتدخلين تطرق الى معالجة بعض النقائص والإشكاليات المسجلة والمتمثلة في تهيئة الأحياء وإنقاذها من الغرق في برك تجمع مياه الأمطار والأوحال التي يتضرر منها سكان أحياء حيّ البلوي وحيّ النصر('طريق حفوز')، وحيّ الشباب، وحيّ ابن الجزار، وحيّ الجامع (المطمر) وهي انتظارات طالت الاستجابة لها على امل تنفيذها قريبا في الخماسية الحالية.

معاضدة للعمل البلدي
وفي سياق إجابته عن هذه المقترحات والتساؤلات، أكـّد مصطفى الحسين (شيخ المدينة) أن البلدية، ستولي خلال الفترة القادمة اهتماما أكبر بالنقائص المسجلة، وستعمل بداية من الأيام القادمة على تجاوز عديد الإشكاليات المطروحة.. مشددا على دور المتساكنين في معاضدة العمل البلدي ودفع الأداءات الموظفة عليهم.
وأعلن شيخ المدينة عن عديد الإجراءات الرامية الى النهوض بالعمل البلدي المتعثر بالقيروان. وسيتم إبرام صفقة مع شركة خاصة ستتولى السهر على مقاومة الوقوف الفوضوي في الأماكن المحجرة برفع العربات المخالفة عن طريق "الشنقال" الذي علمنا أن المكتب البلدي لمدينة القيروان قرر في اجتماعه يوم الخميس 24 جوان 2010 الانطلاق في تنفيذ خدمات رفع العربات المخالفة لمجلة الطرقات بواسطة الرافعة يوم غرة جويلية 2010 بطريقة تصاعدية بدءا بالتركيز على المناطق الأكثر اكتظاظا مثل شارع أبي زمعة البلوي وشارع تلمسان ونهج حمدة العواني وشارع علي الزواوي.
كما تقرر إعداد مخطط مديري للمرور(مرابض / مآوي للسيارات) قرب الأماكن الحيوية للمدينة، وتعديل معلوم رافعة الحجز البلدي("الشنقال") الوقتي للطريق العام في إطار الحرص على التصدي لظاهرة اكتساح الأرصفة من طرف أصحاب المقاهي والمحلات التجارية. كما أعلن رئيس البلدية عن الشروع في جملة من الأشغال منها الشروع في تنفيذ حملة لمقاومة "الوشواشة" عن طريق الطائرة لضمان صيف بدون ناموس وحملة ضد ظاهرة اكتساح الأرصفة خاصة من طرف المقاهي والمطاعم. وإيجاد حلول للانتصاب الفوضوي بتهيئة فضاءات تجارية في عدة أحياء بالمدينة كما أعلن عن الشروع في أشغال تهيئة حي "النحايسية" وتهيئة عدد من الطرقات ذات الحالة المتردية.

هوائيات الجوال والنظافة
خارج المجلس الذي لم يتسنى لهم حضور اشغاله أشار البعض الى مسألة جوهرية وهي مسألة هوائيات الهاتف الجوال التي تحتل رؤوس الأسطح وتمثل خطرا صحيا على حياة الجيران الذين لم تقع استشارتهم عند تركيز أعمدة
الهوائيات وأحيانا رغم معارضتهم.
وعلى الصعيد البيئي تطرق أحد المتدخلين الى المخلفات الصحية لاستخدام بعض السيارات (التاكسي) لغاز "بوطان" الملوث وليس غاز "يروبان" المعتمد. بينما اكد البعض على ضرورة توفير مرابظ للسيارات وتهيئة الطرقات قبل الحديث عن "الشنقال" اما بقية الآراء فتمحورت حول مسألة النظافة وما تحتاجه من جهود إضافية تناسب
الجائزة التي حصلت عليها البلدية "لأنظف البلديات".
والى جانب ما تم اقتراحه فان المطلوب هو التخطيط الاستشرافي للمشاريع المستقبلية والتزام البلدية بتعهداتها في تنفيذ المشاريع العالقة. فبعض هذه المشاريع خضع الى التأجيل لسبب من الأسباب وأحسنها ذلك الذي بلغ نسبة تقدم من الانجاز دون ان يواصل التقدم لعلة من العلل بين غياب التمويل الى جانب الدعوة الى اعتماد العروض الموضوعية والجيدة في تسليم أشغال المشاريع. فضلا عن الدعوات المنادية بإعادة الاعتبار للطابع المعماري العتيق لمدينة القيروان.
والملاحظ (مبدئيّا) ان المجلس البلدي الحالي قطع مع الجمود الذي ساد الفترة السابقة وطالعتنا البلدية ببعض التحركات العملية من عمليات المراقبة الى التصدي للبناء الفوضوي في انتظار التصدي للانتصاب الفوضوي وحل مشكل الاكتظاظ المروري وتهيئة عشرا الطرقات المستعجلة تهيئة التقسيمات العقارية لفائدة السكان ومضاعفة جهود النظافة عسى ان تستحق الجائزة الراشية بعد الجائزة التقديرية