adel publi son 1er receuil

صدر حديثا لعادل النقاطي كتاب شعري «في انتظار المعنى» محلى في غلافه بلوحة للرسالة الارجنتينية هيبي بياتريس اليوتو مهداة الى الشاعر ابن القيروان.
«ثمة اغنية قيروانية هنا... ثمة قيروان فينا» هو عنوان المقدمة التي حملت امضاء الكاتب الفلسطيني عبد السلام العطاري وفيها يشير الى المعاني المرتبطة بالقيروان : (اول المبتدأ بعد قرطاج واول النشيد) والقيروان ليست سوى النبع الاول والبئر الاولى التي يغرف منها عادل النقاطي معانيه : (لعل عادل النقاطي الذي يبدأ مشاويره الصباحية مع فنجان قهوتها وطراوة مقروضها يتذوق من نهد قيروانه حليب الندى اليومي ليمنحه بطاقة الضحى وينشل من بئر النهار معانيها الرائقة ليهديها لاعراس المساء... ليرى بعد سة الحب قيروانه..)
وعدسة الحب التي يشير اليها العطاري في المقدمة لا تنفتح على القيروان فقط بل تتسع لتشمل امكنة اخرى ولتشمل الروح ايضا منفتحة على «زخم الاسئلة» فالشاعر قسم كتابه الى ثلاثة كتب (كتاب الأماكن كتاب الروح وكتاب الاسئلة).
(قيروان
لا صانع يرتق الستائر الوردية
او يرجع الورد للسقف العجوز...)
تبدو القيروان التي خصها الشاعر بقصيدتين مثل خيط ابيض او ظلا من «فجر الروح» تتوارى خلفه تفاصيل مدينة قديمة وعتيقة توصف احيانا بـ «العجوز المنهكة» :
(يتآكل الطوب من دهرها الطويل
وتضيع الريح في ازقتها المنسبة
تمزق مخمل المجلس القديم
انمحت رسوم السقف الوردية
وتشقق حائط المقصورة
بعد انتزاع بابه الصغير
لا رخام في الوسطية
رحل ماء الماجل
وجف البئر العتيق)
عين الشاعر تلقط التفاصيل الصغيرة وتغمسها في جمر الاحاسيس لتنفتح الروح على الاسئلة الكبرى كما يليق بالشاعر ان يفعل خصوصا في مواجهة ما يحدث :
في قصيدة « الموكب الفلسطيني» الذي استوحت منه الرسامة الارجنتينية بياتريس اليوتو لوحة بنفس الإسم نقرأ المقطع التالي :
(شهيد جديد وحفلة عرس
زغاريد طلق عسير
عجوز تلوك دعاء قديما وكسوة خبز
فقط ينتهي كل شيء )
وفي قصيدة «البيت» نقرأ هذا المقطع :
(توقف الوقت في هذا البيت
وللأبواب صرير مقيت
ماذا يفعل الطفل في هذا البيت المنهوك
لا جدة فيه تحكيه
ولا كرة يلاعبها
من يحرك الوقت ؟
من يحول وجهته ؟
من يفجر هذه الرتابة فيه ؟)
ولعل الجواب عن مختلف هذه الاسئلة وعما يحدث من حولنا هو الشعر الذي يكسر بدءا رتابة القول وصولا الى المعنى الذي يظل دائما في خانة المحلوم به وغير الناجز ومبشرا بالصمت كفاتحة اولى!..

الشاعر عادل النقاطي والمرأة
رغم تعلق عادل النقاطي وشغفه الشديد بأوراقه وحبره وحروفه المنسية إلا أنّ قلبه النابض استطاع أن يمتزج بعامّة الآخرين وتحتك نفسه التواقة إلى الجمال والمحبة بالعاطفة الجماعية وتلتحم ذاته الحالمة بهموم الإنسان، فاحتوت قصائده أغاني الحب والحرّيّة.
وكما قال أحدهم: " المرأة عند أكثر شعرائنا هي الخفير الذي ينجدهم دائما فنادرا ما نجد أنثى حقيقية داخل القصيدة يمكن أن تضيف شيئا من خلال صراعها مع ذات الشاعر أو مع الطّبيعة، إنّ المرأة غالبا ما نجدها مزدوجة ، وغير متفرّدة، نجدها غالبا : المرأة – الوطن / المرأة – المدينة / المرأة – المبدأ / المرأة – كل شيء. إلا أن تكون الأنثى بمعنى المتفرّد والذي يتحدّث عن المرأة كتكوين خالص"
والشاعرعادل النقاطي واحد من هؤلاء الشعراء الكثيرين الذين يركبون هذا الحصان البشري المجنّح "المرأة – الرّمز" ليعبروا به مفاوز رمليّة كثيفة وبعبّروا من خلاله على هموم وآمالهم وآلامهم.
فالمرأة في قصائد عادل النقاطي هي تارة وطن وهي أخرى قضيّة.. وهي تارة ثانية مدينة ... إلا أنّ المرأة الأنثى الحقيقيّة – في رأيي- تكاد تكون غائبة إذا استثنينا قصيدة "هيبي أليوتو"
( في انتظار المعنى) هو إحساس جماعيّ ينطلق من ذات الشاعر ليشترك بشعور الآخرين حيث يقحم عادل النقاطي الآخر في حلمه ويترك له أن يبتدع المعنى لا أن ينتظره