A quoi ça sert de critiquer ?

حربوشة الديمقراطية لا بد أن نعود أنفسنا على ابتلاعها فالذين مثلا يستغلون ثغرات الديمقراطية وورودها للوصول إلى بعض الكراسي لا بد أن يتحملوا أشواكها المتمثلة في تقبل النقد ومقارعة الرأي بالرأي لا بالوعد والوعيد

بكلنا نعرف اللي أحنا مجتمع عاطفي طباعنا كلها شعر و أدب و شيشة و أم كلثوم و مسلسلات تلفزية وحنين للماضي و التاريخ و الجغرافيا في حين أن المجتمعات الغربية معتمدة أساسا علي البحث العلمي و الإبتكار,أسأل أمريكي قلوا أنا من تونس يجاوبك وين موجودة تونس تقلوا في شمال افريقيا يجاوبك لا أعرف و احنا ما زلنا نقريو في صغارنا في التاريخ و الجغرافيا ؟

نتذكر مرة في دورة من دورات ربيع الفنون السابقة قابلت ضيفة كندية قالت لي بالحرف الواحد قداش عندكم شعراء و أدباء في حين أنه في أمريكا الشمالية الواحد حتي كيف يبدأ شاعر يحشم علي روحه و ما يقولش أنا شاعر علي خاطر ما هيش خدمة فيها انتاجية و تنافسية و جماعتنا هنا ياخذو في الدعم من وزارة الثقافة و ما يشبعوش و تلقاهم يقلبوا في الفيستة ليل و نهار تقلوا هاو مهرجان و إلا محاضرة متاع مسرح يقلك أنا تقلوا سينما و إلا شعر و أدب و رسم يقلك أنا هات اعطيني حتي متاع رئاسة جلسة و إلا تقديم ؟ تراهم ديما يلهثوا و يجريوا من دار ثقافة لأخري في كامل الجمهورية طمعا في ماصو ب 100 و إلا 150 دينار في أفضل الحالات و يزيدوا يقولونا و إن كنت يوما فخورا بنفسي فاش يا سيدي فخور بالعلم و فابريكة البطالة متاعها بالزبلة المكدسة في كل بلاصة بالإنتصاب الفوضوي اللي اكتسح البلاد لكل و أصبح يهدد التجارة المنظمة و اللي تدفع اداءات بالمرشي البدائي متاعنا بالكازينو المهدم

يا سيدي راي أمريكا تستحم كل يوم باش تنحي الوسخ متاعها و تعالج مشاكلها لتبقي نظيفة
و أحنا رغم اللي نمشي للحمام كل ليلة جمعة مازال عنا برشا وسخ في الأمخاخ متاعنا و في مفهومنا للثقافة الإنتاجية و التنافسية

أحنا مجتمع منتظر تنقصنا المبادرة متواكل يحب الدعم في السكر و الخبز والشعرو الكتاب و السينما و المسكن و بعد يقلك الحمد لله في نعمة و يزيد يحلف و الله في نعمة و يبوس يده و يحطها فوق جبينه الدولة أعطا طنا الكثير و الكثير أش عمل هو باش يخرج من الصندوق؟ أحنا مجتمع ما عندوش طموح تسأل أي شاب آش تحب في الدنيا يقلك نلقي خدمة في الحاكم للتكركير و اللي بلحق عندو طموح و راجل يحرق ليطاليا و يغبر

أحنا مجتمع قنوع (القناعة كنز لا يفني-لا تنافس و لا تصارع-ما تخزرشي لفوق تتعب) أحنا أقل الشعوب مبادرة و جرأة خواف و حذر حتي من اصحابو و أهله ما يحبش يعطي رأيه يموت و يفنا علي علماء الكرة و هوما يحللوا في الماتشوات

شوفو بلاد كيما فنلندا ما نكلمكشي علي كوريا اللي بدينا قبلها في صناعة السيارات و إلا اليابان و ماليزيا اللي هي بلاد مسلمة يا سيدي في فنلندا 5 ملايين ساكن في الثلج عملوا شركة اسمها نوكيا يخدموا فيها 300.000 عامل يدخلوا لبلادهم 80 مليار دولار أي 5 مرات قد الدخل القومي متاعنا ما نتكلموشي علي تويوتا أو شركة وول مارت للسوبرمارك بأمريكا اللي دخلها 300 مليار دولار

أحنا بالفوروم هذا حبينا نهديوا لمسئولينا جملة من الأفكار حتى نساهم في نهضة بلادنا و نغير العقليات و نركز الشفافية و نقضيواعلي الفساد فساد تعيين مسؤول في منظمة و إلا جمعية غير صالح فساد وقت اللي تسرق الوقت و ما تنتج شي فساد وقت اللي تهدر مال المجموعة و لكن فما اشكون يقول علينا آش يحبو هالجماعة هاذم. احنا نحبو الخير لبلادنا و راهو ننجموا نكونو خير من هكا برشا كيف يكون نقدنا نزيه و اختياراتنا واضحة و مبرمجة و كيف زادا نبعدو الشلايك و نشركوا الكفاءات اللي نادا بها السيد الرئيس

أتذكر مرة في اجتماع صار في البلدية متاع القيروان بحضور والي سابق اسمه سي برك الله قام واحد معتمد مكسريموت علي المنصة و بدا يشكر و يمدح في الوالي و يقلو عمل تولنا الكثير و الكثير و إحنا رانا في أرغد العيش قام الثاني و هو أستاذ موقر زاد في الطبل و المديح و يقلوا سيدي الوالي أنتم البركة علي القيروان و بعدين يتدارك و يصلح روحوا و يقلوا أنتم البركات علي القيروان أنتم النعم حتى لين قاملوا واحد من التجمعيين صاحب مقهى معروف بصراحته و شجاعته و أشار للسيد الوالي بيدو و قالوا يا سيد الوالي هاذوما اللي هلكوا القيروان أنست بيهم وربي يعينك و خرج و بطل الإجتماع و خرجت العباد لبرا تهني في صاحبنا البطل و فما حتي اشكون قالو رد بالك علي روحك وهكاكا بعد مدة تنحي من قائمة التجمع للانتخابات البلدية بعد نجا حوا وعطاو بلاصتو للمعارضة و هذه مشكلة أخري تاو نتحدثوا فيها فيما بعد

و عاشت قروانستان

بصراحة سي محمد كلامك فيه برشة خبرة و اطلاع على واقع القيروان بايجابياته و سلبياته .... صحيح الناس هنا فى القيروان مازال تنقصهم الجرأة و ثقافة المساءلة شعارهم فى ذالك امام المسؤولين " كلّ شىء عال العال ..كل شىء تمام.. " ما نعرفشي هل هو الخوف ام هو المحاباة ؟؟؟
وليس بهذه الطريقة تتحسن القيروان و تساير التطور الذى تشهده الولايات المجاورة و حتى بعض المعتمديات الى هربت على القيروان فى جميع المجالات..مازلنا فى القيروان نحكى على النظافة و رفع الفضلات ..على تعبيد الطرقات و على البناء الفوضوي..على الاستيلاء على املاك الدولة ..وعلى الماء و الكهرباء . فى حين تحكى الجهات الاخرى على بعث مشاريع تمتص البطالة و تفرهد المواطن و تجعل حياته اكثر راحة و رفاهية .جهة القيروان التى لم تنل حظها فى فترة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة تنعم حاليا بنصيب وافر من ثمار التغيير .
صحيح ان العناية الرئاسية بهذه الجهة كانت و مازالت معتبرة و ايجابية و صحيح ان السلط الجهوية مجتهدة و قامت بانجاز مشاريع على مستوى البنية التحتية و فى مختلف الميادين الاجتماعية و الاقتصادية و التعليمية ، تستحق التنويه ، لكن نحن نطمح الى المزيد و القيروان تستحق اكثر من ذلك..
مدينة فى عظمة و تاريخ القيروان تفتقر الى " مرشى " محترم يشعر فيه المواطن بكرامته و تتوفر فيه كل اسباب الراحة و النظافة و النظام..مدينة تحتفل بالفوضى كل يوم فى الرحبة و الحجام و طريق حفوز..مدينة تتكاثر فى طرقاتها الحفر و يستغيث فيها اصحاب السيارات.. هذه النقائص - و ما اكثرها - تتطلب وقفة حازمة و ارادة قوية من السلط المعنية لاعادة الابتسامة لهذه المدينة و لمتساكنيها ..الحوار و التواصل و تكثيف اللقاءات بالمواطنين لتحسيسهم و توعيتهم هو الضامن للنجاح وهو الكفيل بايجاد الحلول .


المواطن من جهته مدعو - قبل المطالبة بحقوقه - الالتزام بواجباته و مساعدة الجهات المعنية على النهوض بهذه المدينة العزيزة على الجميع و " اليد وحدها ما تصفقشى .