Centre JAoudai a l'AFH

كان للصور التي نشرها المشرف على المنتدى للسوق الفارغ ليلة سبع وعشرين وقع كبير في نفوس العديدين ففقدت القيروان أهم ميزة تميز أسواقها وهي الحركية التي تبدأ من ليلة النصف ولا تهدأ إلا عند فجر العيد... هل الأمر مرتبط بموجة الغلاء التي تمس العالم الآن ، أم في الأمر سرا آخرا؟ حملت أسألتي إلى التجار وإلى الناس ... كان التذمر كبيرا من قبل التجار باعتبار كساد تجارتهم ونفوق سوقهم فتراكمت البضائع فوق الرفوف ولا أحد يشتري وذلك لعدم احترام أحد زملاءهم المنتصب في منطقة دار الأمان لقانون المنافسة حيث أصبح قبلة كل الناس لبخس أسعاره وكثرة معروضاته... دفعني الفضول إلى التحول إلى هناك فلم أستطع الدخول لأن الأمر يتطلب الوقوف وانتظار الدفعة التي ستخرج للتتمكن من الولوج إلى" الجنة" وكان عدد المنتظرين أكبر بكثير من الذين بصدد الشراء... دخلت فإذا بالمكان عبارة عن دهليز أسفل منزل وهو رغم كبره لا يسع الناس والسلع التي أغلبها ذي جودة متدنية الحقيقة وهذا ما يبرر بخس بعضها مع وجود بضاعة لا تفترق كثيرا عما يباع في المدينة لكن أللي سمّاك غناك ... ‘ذا حركة البيع تحولت من الأسواق والحي التجاري إلى الأفهاش مما جعل تاجر آخر ينتصب إلى جانبه وهو أمر حسن إذا نظرنا إليه من زاوية خلق أماكن تجارية أخرى في القيروان وسألت بعض المواطنين عن تفضيلهم الشراء من هذا المكان عن أماكن أخرى في المدينة فعبروا عن كثرة
المصاريف المتراكمة عليهم بمناسبة العودة المدرسية فرمضان والعيد وفاتورات الماء والكهرباء التي نزلت علي ما بقي من فتات أموالهم وأن هذا المكان يتيح لهم اختيار ما هو أدنى سعرا ولا تهمهم كثيرا جودة البضاعة فالمهم ستر أنفسهم أمام الناس... صاحب المكان تعامل مع الوضع بمنتهى الذكاء فهو يجلب بضاعته من الصين ويصنع البعض الآخر في معامل بأسعار هابطة لأن الكميات كبيرة فيبقى خارج المنافسة والأسعار لا تقبل النقاش والعجلة تدور وهو إجراء ذكي وما على الآخرين إلا التعويل على ايجاد أفكار جديدة تنمي تجارتهم وترفع عنها الكساد

لا أرى في الأمر إشهارا اللهم إذا اعتبرت ألفاظا ك" رداءة النوعية" و" الإستيراد من الصين" ألفاظا تغري بالشراء فكلمة مصنوع في الصين مثلا لا توحي بكثير من الثقة عند أغلب الناس... ثم إن الحديث عن ظاهرة هذه المغازة تستحق الإثارة لتأثيرها المباشر على حركة البيع والشراء داخل السوق

سامحوني أما ما فهمتوشي قصدي من المقال متاعي.. لم أقصد الدعاية أو التهكم كذلك لم أدعو إلى غلقه ولكن فقط وصفت وضعية اقتصادية يتحدث عنها الناس هنا لا أكثر ولا أقل كذلك هذا المكان لا ينتظر دعاية مني أو دعاية مضادة فمن في القيروان لا يعرفه ولم يسمع عنه و‘ذا أردت حذف الموضوع فسأفعل دون تردد