في شركة الفولاذ
اضرار بالمصالح الحيويّة للشركة وضرب المقدرة الشرائيّة للمواطن
تونس/الوطن
كنا نشرنا قبل أسابيع مقتطفات من دراسة أعدتها النقابة الأساسية لنقابة الفولاذ حول قطاع الحديد في تونس وخاصة دور شركة الفولاذ في الأزمة التي يعرفها هذا القطاع . وقد اتصل بنا عدد من تجار الحديد وأكدوا "صحة المعطيات التي قدمتها النقابة والاستنتاجات التي وصلت إليها " . وأشاروا إلى الأزمة التي يعرفها القطاع في ظل ارتفاع أسعار هذه المادة على الصعيد العالمي .
وقال عدد من التجار إنهم اضطروا لغلق نقاط بيعهم لهذه المادة ..إلى جانب هيمنة السوق السوداء وسيطرتها على أغلب مسالك التوزيع ..والمتضرر الأول في هذه العملية هو المواطن العادي الذي أصبح يجد صعوبة في التزود بهذه المادة وان وجدها فبأسعار مرتفعة ..
وقد طلب عدد م ن هؤلاء التجار نشر هذه الدراسة لتتمكن السلط المعنية من الوقوف عند خطورة الملف.
ويذكر أن هذه الدراسة أعدها الكاتب العام للنقابة الأساسيّة لشركة الفولاذ فـؤاد زيّـود
في سابقة خطيرة لا مبرّر لها، قرّرت الإدارة العامّة الحاليّة للشركة التونسية لصناعة الحديد «الفولاذ» تخفيض إنتاج الأسلاك المسحوبة بمختلف أنواعها بنسبة 50 بالمائة. ولم تكتف بذلك وحسب وإنّما أقرّت أيضا الزيادة في أسعار البيع من 30 إلى 60 بالمائة. إنّ هذه القرارات الخاطئة ستؤدّي حتما إلى الهروب من السوق المحليّة بطريقة مكشوفة ستفسح المجال أما الشركات المنافسة التابعة للقطاع الخاص للتحكّم في السوق المحليّة كيفما شاءت، وذلك بهدف جني أرباح جنونيّة من شأنها أن تثقل كاهل المواطن التونسي بأعباء جديدة لا يقدر على تحمّلها...
أمام التطوّرات الحاصلة في القطاع كان على الإدارة العامّة لشركة «الفولاذ» ألاّ تتخّلى بمثل هذه السهولة عن القيام بالدور التعديليّ الذي كانت تضطلع به الشركة للتخفيف من حدّة تلك الأعباء والمضاربات مع الحفاظ على توازناتها الماليّة. كما لم يكن من الحكمة أن يتمّ إقرار تخفيض الإنتاج بل على العكس المحافظة على نسق الإنتاج للسداسية الأولى للسنة الجارية. أمّا بالنسبة إلى الزيادة في أسعار بيع الأسلاك المسحوبة في السوق المحلية، فقد اعتمدتها الإدارة العامّة لشركة الفولاذ على أساس السعر العالمي للأسلاك الخامّة خلال شهر جوان الماضي البالغ نحو1320 دولار للطن الواحد، في حين أنّ كميّة الأسلاك الخامّة التي استوردتها الشركة خلال الفترة نفسها لم يتجاوز سعرها 867 دولار للطن. وكان على الشركة الزيادة في أسعار البيع على أساس هذا السعر ممّا يتيح لها الحفاظ على مكانتها في السوق وعدم خسارة حرفائها الأوفياء والمحافظة قدر الإمكان على القدرة الشرائية للمواطن...
كما كان على الشركة تأجيل مراجعة تلك الأسعار إلى شهر سبتمبر 2008 عند قرب نفاد الكميّة التي تمّ توريدها في شهر جوان الماضي بالسعر السابق ذكره، لاسيّما أنّ ذلك لن يُسبّب لها أيّ خسارة بل سيحقّق لها الأرباح نفسها المقرّرة سابقا فضلا عن المحافظة على سمعتها لدى الحرفاء وسائر المتعاملين معها وخاصّة الشركات الكبرى المتعاقدة معها.